المايكروحجاب.. موضة جديدة لمراوغة ثقافة العيب
" حجاب لكنه ليس بحجاب "، كلام ليس بلغز ولا أحجية، هذا ما يطلقون عليه اليوم بالحجاب العصري أو حجاب الموضة. الألوان المتعددة، الشعر الظاهر من الأمام، عنق غير مغطى وجزء من الصدر ظاهر، أقراط متدلية من الأذنين، أضف إلى ذلك اللباس شبه العاري، والوجوه الملونة بألوان الطيف السبعة، هذه المظاهر قد تجتمع أحيانا وقد تكون مفردة في المايكروحجاب.
لقد طرأت في الآونة الأخيرة تغيرات كثيرة في لبس الحجاب، فنجد النساء أصبحن يبتكرن طرقا جديدة في ارتدائه، مما جعل عيون المارة يعتادون على مثل هذا اللباس مع قليل من الدهشة، متسائلين عن سر هذا الإقبال اللافت للنظر للفتيات على حجاب الموضة، بالرغم من تعارضه مع أبسط شروط الشريعة الإسلامية، هذا الحجاب الذي أصبح رمزا وليس فرضا في مخيلة الكثيرين منهم.
حجاب الموضة؟ أم موضة الحجاب؟
وتضيف :" المحجبة على الموضة ملفتة للانتباه أكثر من المتحررة وهذا أيضا يسهم في انتشار موضة الحجاب، ولو ارتدت الفتاة الحجاب باقتناع سيظهر هذا عليها بالتأكيد من خلال طريقتها بارتدائه ".
في نظر الشباب... موضة الحجاب "بلا حجاب"
يستغرب الشاب سامي الصيرفي (25عاما) من مدينة نابلس، هذا النوع من الفتيات اللواتي يتبرجن ويخرجن بكامل زينتهن، مع وضع قطعة قماش قد لا تكفي لتغطي الشعر بأكمله، قائلا :" هل أمر الله النساء بتغطية شعرهن فقط وكشف بقية جسدهن؟ برأيي إن من تلبس هذا النوع من الحجاب تنزل من قدر الحجاب، وتجعل الكل يشمئز منها.
" يا بتحط البنت الحجاب على أصوله يا بلا منه " هذا ما قاله الطالب عبد الغني عمر (23عاما) والذي يدرس الاقتصاد في جامعة النجاح الوطنية، بإعتقادة أن الحجاب بالنسبة للفتاة هو الحجاب الساتر الفضفاض بالمعنى المباشر، ويضيف :" أنا اعتبر أي لباس محتشم حجاب يصون الفتاه، أما قضية حجاب الموضة وما يرافقه من لباس غير ساتر للجسد فما هو إلا عدم اقتناع من الفتاة نفسها بلبس الحجاب، وعدم ثقتها بنفسها، وفي النهاية سلوك الفتاة هو الذي يدل على الحشمة والالتزام ".
حجاب الموضة مراوغة للعادات والتقاليد
الطالبة صفاء رمزي (21عاما) من إحدى قرى مدينة جنين والتي تدرس في جامعة القدس المفتوحة، لفتت انتباهنا بطريقة لبسها الغريبة للحجاب، توجهنا لسؤالها عن حجابها الغريب، فأجابت وكأنها مستعدة للسؤال :" لولا تقاليدنا البالية لما فكرت بارتدائه أبدا "، وتابعت قائلة :" لقد ارتديت الحجاب في سن مبكرة رغما عني ودون إرادتي، وذلك التزاما من أهلي بالعادات والتقاليد في القرية، والتي تعتبر من تخرج بلا حجاب وكأنها بلا أخلاق، لذا وجدت في صرعات الحجاب هذه مخرجا لمواكبة الموضة ".
وتضيف :" أنا فتاة جميلة وأريد أن أبقى بنت " مودرن "، ولن أستطيع أن أخالف أهلي، لذا أرتدي حجاب الموضة لأكون بمنزلة الفتيات غير المحجبات، كما أن هذه الطريقة في ارتداء الحجاب توفر لنا فرصا أكثر في الزواج ".
لحجاب الموضة فوائد !!!
ويضيف النقيب :" أمرت المرأة بالحجاب لعدم جلب انتباه الرجال إليها، وهناك عدة أشياء تجذب الانتباه في المرأة كزينتها ولباسها وعطرها، فان لم تستر المرأة كامل جسدها فإنها تؤثم، وهذا شيء واضح في الشريعة الإسلامية فالمرأة يجب أن لا يظهر منها إلا وجهها وكفيها، فما بالك بفتيات هذه الأيام اللواتي يرتدين لباس شبه عاري مع حجاب، برأيي هذا مخالف لأحكام الشريعة الإسلامية وهو ليس من أخلاق الفتاة المسلمة ".
وعلى الرغم من أننا مجتمع محافظ، متعصب في كل ما يخص المرأة، إلا أن هذه الظاهرة انتشرت بشكل واسع دون أن تجد ردود فعل رادعة لها من قبل المجتمع والأسرة ورجال الدين.
No comments:
Post a Comment